U3F1ZWV6ZTE4NzQ1MjM3MTk3ODc0X0ZyZWUxMTgyNjExNjU0MTA4OA==

التنمية البشرية: بين الوهم والحقيقة



 بقلم : رشيد بوعــــياذ
التنمية البشرية بين الوهم و الحقيقة



بعد الحرب العالمية الثانية دخل العالم في تسارع اقتصادي ، و كانت تلك المرحلة هي العصرالذهبي للآلات ، حيث رأينا وجها جديدا لها ، الات اكثر انتاجا ، و لكن أكثر تعقيدا . وهذا ما دفع بالعالم الى تطوير الانسان  حتى لا يكون الحلقة الاضعف في الانتاج و هنا بدأت حقبة جديدة لتطوير الذات .

" لكل انسان حلم ، أنا ايضا لي حلم . حلمي أن اصنع التغيير ، ان اترك التأثير ان اصنع بصمة ان أزرع بسمة "

الذات أبعد بكثير من منتصف القرن التاسع عشر اذ كانت كموجة من الاسئلة التي بحثوا فيها الفلاسفة القدماء ، آرسطوا ، سقراط ، أفلاطون ، و الكثير من غيرهم . و تطورت مع تطور العلوم و المعارف التراكمية .

الا انه ما دفعني لذكر المرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، هو بروز نظام الدورات التدريبية .  و أكثر انسان ساهم في بروزها هو " فريديريك تايلور " بمنهج تايلور أو من يسمى بالادارة العلمية التي كانت تقوم على عدد كبير من الركائز منها تطوير اليد العاملة من اجل الإسراع في الانتاج ، هذا الذي كان يسبب له مشكلة وعائق امام الانتاج خاصة وأن اليد العاملة الماهرة في الولايات المتحدة الامريكية كانت نادرة انذاك. مع مرور الوقت ومع النتيجة العظيمة التي حققها منهج تايلور في تدريب الموظفين .بدأت الدورات التدريبية تستقل بذاتها ، وتأخذ أبعاد كثيرة أخرى .

بعدما كانت مهارتية بحتة . مدرجة الكثير من المسائل الفلسفيه والمعارفية الأخرى . بدأت الدورات تهتم بالوعي والقدره النفسيه بقدر اهتمامها بالمهارات .

الامرالذي  أوصلنا الى تعريفا شاملا اعتبر تعريفا ممتازا للتدريب الا وهو ان التدريب "إعطاء معلومات ، اكساب مهارات وتغيير قناعات"

تزامنا مع منهج تايلور ظهر امر اخر له نفس وجهة النظر ولكن باسم مختلف ." التنمية البشرية " هذا المصطلح ظهر بعد الحرب العالمية الثانية والذي كان في البداية كمؤشر لأحوال الناس بصفة عامة . حتى اتى عالم اقتصادي باكستاني اسمه "محبوب الحق" سنه 1991.

الذي كتب على ان التنمية البشرية لا تقوم بمهامها في ظل غياب نمو اقتصادي مرافق ولحقت بعده هيئة الامم المتحدة سنه 1994 حيث اكدت على اهمية التنمية البشرية وقالت على ان التنمية البشرية نموذج من نماذج التنمية بصفة عامة و ان هدفها توسيع القدرات البشرية بصفة عامة وتطور حتى هو ليشمل الكثير من المجالات من الحياة الشخصية الى الحياة العملية وبرزت لنا لأول مرة التنمية البشرية في قالب " الدورة التدريبية "  نهاية القرن 19 . بإعتبار ان العالم العربي جزء من العالم وصلته فكرة دورات التنمية البشرية عن طريق الرائد الدكتور" ابراهيم الفقي" .

وككل الاشياء الجميلة لما تدخل علينا اما ننتقدها ونسقطها او نستغلها استغلال سيئ،  فبعد وفاة "الدكتور ابراهيم الفقي"  بدأنا نرى أول جيل من المدربين.

الجيل الأول : كان جيدا الى ان الكثير منهم كان مقلدا للدكتور ابراهيم الفقي. دون ان ننسى بروز بعض الشخصيات التي تميزت واستطاعت ان تترك بصمتها حيث اصبحوا كمراجع في عالم التدريب.

ظهر بعدهم الجيل الثاني: الذين  كانوا مهتمين بشكل كبير بمظاهرهم وظهورهم ، كانت بينهم المنافسه اشرس الا انه عددهم كان قليلا .

الدورات كانت تجعل من الناس اغنياء بصراحة وهذا الذي حفز عددا هائلا من الناس على الدخول في هذا المجال طمعا في المال . وكان هذا بشكل كبير في :

 الجيل الثالث :  جيل به عدد كبير من بائع الكلام ومهدوا الى جيل جديد جيل يمتاز بالتشوه في المعلومة ، تمتاز دوراتهم بفقدان المبدأ الأساسي الرسالي في التدريب .

خاصة وأن الطلب ازداد بشكل كبير على الحلول الانية والسهلة والسريعة والسحرية حيث بدأنا نرى بعض المعارف والفلسفات من مصادر عجيبة .

 وفي ظل غياب اي تأطير قانوني للا مر اصبح المجال فاسدا وهذا ما جعل الناس تنفر منه وتعتبره مجرد اكاذيب وأوهام تشترى بالمال .

الحقيقة أن التدريب أصبح يعيش ازمة حقيقية في ظل تزايد المدربين الذين يضعون اقدامهم على ارضية هشة . و من جهة ثانية الدجالين والمحتالين بإسم التنمية البشرية .

يبقى السؤال المطروح هل التنمية البشرية او التدريب وهم ام حقيقة ؟

لا يمكن القول على ان هذا المجال كله وهم ببساطة لا يجب الوقوع في مغالطة الشخصنة ، ليس لانه يوجد عدد كبير من المدربين يبيعون الوهم نقول ان كل هذه المجال هو مجرد وهم.

شهادة حق يوجد عدد هائل من المدربين بمستوى عالي جدا في مختلف المجالات ودوراتهم التدريبيه تصنع لك الفارق في حياتك . الأخرى لا يجب رفعه لدرجة العلوم الاكاديمية فهو مجموعة من المعارف من مختلف العلوم التي تساعد الانسان على تطوير مهاراته .

التدريب كما قلنا سابقا وهو "اعطاء معلومات واكساب مهارات وتغيير قناعات" .

لكي تكون الدورة ناجحة يجب ان تحتوي على هذه الامور.

اولا المعلومة الصحيحة : التي يجب ان يكون لها بنية علمية ودراسة علمية منطقية والمدرب الذي يجيد فن الكلام لا يعني بالضرورة انه هو من يملك المعلومة الصحيحة بل يعني فقط مدرب يجيد فن الكلام

ثانيا المهارة : في الحقيقه الدورات القصيرة المدى ليست مخصصة لبلوغ درجه الاتقان في المهارة . فالدورة بأحسن حالتها تعطيك أدنى مستوى من الاتقان. وفي اغلبية حالتها تعطيك مجرد اليات وادوات يساعدوك على اكتساب المهارة بالاستمرارية والتطبيق.

ثالثا القناعات :  والتي تعتبر القاعدة الرئيسية لاكتساب المهارة بشكل أسرع وأدق والتي تعطيك تصورا واضحا على ما أنت فيه وما الذي تهدف اليه. 

غير عن  هذا كله مجرد بيع ووهم بدءا من الشهادات العظيمة العالمية التي يطرحونها الى الدورات غير المنطقيه والمنافيه للعقل .



بالإختصار المفيد ليس مجال التدريب وهما ، إنما بعض المدربين هم بائعوا الوهم.
تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة